بسم الله الرحمان الرحيم..و الصلاة و السلام الاتمان الأكملان على محمد عبده و رسوله, البشير النذير صلاةً يفوز قائلها من الله بمغفرةٍ و أجرٍ كريم...أما بعد
أصدقائي وإخوتي في الله, اليوم أتيتُ لكم بقصة ليست ككل القصص
...قصة بكت لها عيني... فما تراها تفعل بك أنت؟؟؟؟
كان لأمي عين واحدة, وقد كرِهتها لأنها كانت تسبب لي الإحراج, وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلّمُ فيها..... لِتُعيلَ العائلة.....
ذات يوم... في المرحلة الإبتدائية جاءت لِتطمئِنَّ عليّ... أحسستُ بالإحراج فعلا... كيف فعلتِ هذا بي؟
تجاهلتها و رميتها بنظرةٍ مليئة بالكره... وفي اليوم التالي قال أحد التلاميذ... أمكَ بعين واحدة هههههههههه
وحينها تنميتُ أن أدفِنَ نفسي وأن تختفي أمي من حياتي
وفي اليوم التالي واجهتُها: لقد جعلتِ مني أضحوكة... لِمَ لا تموتين؟؟؟ ولكنها لم تجبني, لم أكن متردِدًا فيما قلت, ولم أفكر بكلامي لأني كنتُ غاضبا جدا.. ولم أبالي لمشاعرها.....وأردت مغادرة المكان
درستُ بجدٍ وحصلتُ على مِنحةٍ في الخارج.... وفِعلا ذهبت... ودرست...ثم تزوجتُ... وإشتريتُ بيتا وأنجبتُ أولادا وكنتُ سعيدا ومرتاحا في حياتي.
وفي يوم من الأيام أتت أمي لزيارتي, ولم تكن قد راتني منذ سنوات, ولم ترى أحفادها أبدا, وقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكون....
صرختُ: كيف تجرأتي وأتيتِ لِتُخيفي أولادي؟......أخرجي حالا..
أجابت بهدوء: آسفة...أخطأتُ العنوان على ما يبدو.....وإختفت....
وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني بجمع الشمل العائلي, فكذبتُ على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل...بعد الاجتماع ذهبت إلى البيت القديم الذي كنّا نعيش فيه, للفضول فقط..
أخبرني الجيران أن أمي......................... توفيت
لم أذرف دمعة واحدة, ثم قاموا بتسليمي رسالة من أمي....
إبني الحبيب... لطالما فكرتُ بك...
آسفة لمجيئي إلى بيتك, وإخافة أولادِك.....
كنتُ سعيدة جدا عندما علِمتُ أنك ستأتي للإجتماع, ولاكني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك
آسفة لأني سببتُ لك الإحراج في حياتك.
....هل تعلم؟
لقد تعرضتَ لحادث عندما كنتَ صغيراً, و قفدتَ على إثره عينكَ...وكأيِّ أمٍ لم أستطع أن أتركك تكبر بعين واحدة...ولذا أعطيتك عيني... وكنتُ سعيدةً جدا لأن إبني يستطيع رؤية العالم بعيني.
.............. مع حبي..........أمُك.