بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظمته وكبريائه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وصفاته وأسمائه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله من صفوته وأحبائه ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأصفيائه . . وبعد :
الصلاة المفروضة لا تكون إلا جماعة ، والجماعة لا تكون إلا في المساجد ، وإذا لم تُقم الصلاة في المساجد فما الحكمة من بنائها إذن ؟
قال تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } [ النور36 ] .
في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع شأنها وبناؤها ، ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح والتهليل ، وغير ذلك من أنواع الذكر ، ويُصلِّي فيها لله في الصباح والمساء .
وقال تعالى : { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } [ البقرة43 ] .
وأين يركع الراكعون إلا في المساجد .
ليس ذلك وحسب ، بل شدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصلاة في المساجد ، وتوعد تركها في المساجد بالنار ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدَ نَاساً فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ فَقَالَ : " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا _ يعني الصلوات _ فَآمُرَ بِهِمْ فَيُحَرِّقُوا عَلَيْهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ بُيُوتَهُمْ ، وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْماً سَمِيناً لَشَهِدَهَا " يَعْنِى صَلاَةَ الْعِشَاءِ [ رواه مسلم ] .
وعن التخلف عن صلاة الجمعة في المساجد جاء هذا الوعيد الشديد ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ : " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ " [ رواه مسلم ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَداً مُسْلِماً ، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ _ المكتوبة _ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى ، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى ، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً ، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً ، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا _ أي صلاة الجماعة _ إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ " [ رواه مسلم ] .
فصلاة الجماعة في المساجد شعيرة عظيمة من شعائر الدين الحنيف ، وهي فرض عين على كل رجل مسلم عاقل بالغ ، ومن ترك المساجد وهجرها فقد أساء وظلم .
--------------------------------------------
المساجد بيوت الله تبارك وتعالى ، فيها يُصلي المسلمون ، وفيها يجتمعون في الجمعة والعيدين ، ويجتمعون كذلك لتخريج حفاظ كتاب الله تعالى ، ولتعليم الناس الخير ، وإلقاء المحاضرات والدروس العلمية النافعة وغير ذلك من الأمور الحميدة التي من أجلها يجتمعون .
كذلك بيوت الله تعالى يحصل بالجلوس فيها الاطمئنان والراحة النفسية والبدنية ، والذكر الذي به يستأنس العبد وتسكن روحه ، لأن الغالب أن أكثر الناس يُكثرون من ذكر الله عز وجل في المساجد ، قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ الرعد28 ] .
في المساجد تُزال الهموم ، وتتحطم الغموم ، لتعلق القلوب بطبيبها جل شأنه ، فتجد المهموم يتجه للمسجد ليصلي فيه ما شاء الله له أن يصلي ، ثم يرفع أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى يناجيه ويسأله ، وهو سبحانه قريب سميع مجيب الدعاء ، وتأمل معي هذه القصة :
فقد أخرج أبو داود من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ : " يَا أَبَا أُمَامَةَ ! مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ ؟ " قَالَ : هُمُومٌ لَزِمَتْنِي ، وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : " أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَماً إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : " قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ " قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي " .
أنظر كيف كانوا يلقون ثقل الهم والغضب وتغير الطباع في المساجد ، يتجهون إلى الله تعالى في بيوته ، فهم ضيوف على ربهم ، وحق الضيف أن يكرم ، والله هو الغني الحميد الكريم .
وأسوق هذه القصة الأخرى لأولئك الجيل الذين كانت علاقتهم بربهم قوية ، وصلتهم به ثابتة ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ : " أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ " قَالَتْ : كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ : " انْظُرْ أَيْنَ هُوَ " فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُضْطَجِعٌ ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ : " قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ " [ متفق عليه ] .
إذا تأملت هذه القصة جيداً ، فإنك تأسى على حال كثير من الرجال اليوم ، فما إن يغضب على زوجته ، أو يرى منها أمراً لا يعجبه وهو أمر هين ، أو يأتي من عمله ولا يجد الطعام قد أُعد إلا ويزمجر ويرعد ويزبد ثم يطلقها ، فهلا تأدب هذا وذاك بأدب أولئك الرجال الأوائل الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟
لماذا إذا غضب أحدنا من أهله ، لماذا لا يذهب إلى المسجد، يلقي مؤونة الهموم ، ويطرح مشاكله بين يدي ربه عز وجل ؟
لو فعلنا ذلك لقضينا على الكثير والكثير من مشاكلنا الأسرية ، وأصبحت الأسرة ملتحمة متراحمة ، فنسأل الله أن يهدينا جميعاً بهداه ، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، إنه خير مسؤول ، وأكرم مأمول .
--------------------------------------------
صلاة الجماعة واجبة بل فرض عين على الرجال ، ومع أدائها المساجد ، ومن لم يُصل في المسجد من غير عذر ، فلا صلاة له عند جمع من أهل العلم ، مستندين بذلك إلى الحديث الذي رواه ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ " [ أخرجه أحمد وغيره وهو حديث صحيح ] .
وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَداً مُسْلِماً فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ . . . " .
وقال الترمذي رحمه الله : " وَقَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَالُوا : مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ ، وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : هَذَا عَلَى التَّغْلِيظِ وَالتَّشْدِيدِ ، وَلاَ رُخْصَةَ لأَحَدٍ فِي تَرْكِ الْجَمَاعَةِ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ " .
--------------------------------------------
المساجد بيوت الله عز وجل ، وهو سبحانه الذي أمر ببنائها ، وأمر بالصلاة فيها ، ومن تخلف عن الصلاة في المساجد بلا عذر شرعي كالمرض والخوف أو ما شابه ذلك ، فكثير من العلماء أبطلوا صلاته ، وقالوا : أنها غير صحيحة .
إذ أين الحكمة من بناء المساجد إذا لم تُعمر بطاعة الله تعالى من صلاة وذكر ؟
وأين الحكمة من بناء المساجد والتي ينفق عليها المسلمون مئات الآلاف بل الملايين من الريالات لإنشائها وعمارتها ، فلماذا يتكلف المسلمون هذه الأرقام الخيالية ، ويأتي مسلم ويمتنع عن الصلاة فيها ؟
لا شك أن ذلك خلل الدين ، وتهتك في جدار التقوى لدى أولئك الناس الذين حرموا أنفسهم ثواب الله ، وربما وقعوا في العذاب الأليم والعياذ بالله .
لو تفكر العبد المسلم مع نفسه قليلاً لعرف أهمية الصلاة في المساجد ، فكم هي المحبة والألفة التي تحصل بسبب الصلاة في المساجد .
كم من رفقة صالحة تعارفوا على بعضهم وقضوا سنين من أعمارهم في زيارات وتنقلات بين بعضهم البعض بسبب الصلاة في المساجد .
وأذكر لكم قصة فيها عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
كان هناك جار للمسجد لا يُصلي فيه ، وربما لم يدخل المسجد في ظل وجوده في ذلك الحي إلا مرات تعد على أصابع اليد الواحدة ، فلما مات هذا الرجل ، لم ينتبه له المصلون ، لم يتفطن إليه جماعة المسجد ، حتى أن أهله أرسلوا ورقة لإمام المسجد يطلبون منه أن يقرأها على المصلين كي يدعوا له بالرحمة والمغفرة ، فمن قرأها الإمام على الناس وذكر اسم الرجل ، فلم يعرفه إلا رجل أو اثنين فقط ممن كانوا ملاصقين لبيته ، ولم يعرفوا أنه قد مات ، فبدأ الناس ينظر بعضهم إلى بعض ، وفي أذهانهم سؤال محير : من هو هذا الرجل ؟
وأيم الله أن بيت الرجل لا يبعد عن المسجد سوى خطوات قليلة ، المقصود أنه مات ولم يعرفه أحد ولم يعزي فيه إلا خمسة رجال أو أقل .
فانظر إلى التخلف عن الصلاة في المسجد كيف تؤول إلى هذه الحالة المزرية ، لم يعرفه أحد ، ولم يزره أحد ، ولم يدع له أحد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
فقد حمل وزره ووزر أبنائه من بعده ، فلم يكونوا هم يصلون في المسجد اقتداءً بأبيهم ، فاتبعوا أمر أبيهم وما أمر أبيهم برشيد .
فلعل هذه الحادثة توقظ بعض القلوب النائمة ، والعقول التائهة .
--------------------------------------------
فالمسجد المسجد أيها المسلمون ، المسجد بيت الله ، والله كريم غني ودود ، قال عز وجل : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً } [ الجن18 ] .
وإذا رأيت الرجل يعتاد المسجد ، ويحرص على الصلاة فيه ، ولا تفوته فريضة من غير عذر ، وإذا فاته فرض ندم وسكب دموع الحزن والأسى على حسنات فقدها ، وأجور ضيعها ، فاشهد له بالإيمان ، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } [ التوبة18 ] .
والمقصود بعمارتها في أحد الأقوال : أي بالصلاة فيها والذكر والدعاء .
وانظر أخي المسلم إلى هذا التوجيه الرباني الكريم لعباده عند إتيان المساجد حيث قال سبحانه : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف31 ] .
الله يقول لعباده المسلمين ، أهل الصلاة والقيام : يا بني آدم كونوا عند أداء كل صلاة على حالة من الزينة المشروعة من ثياب ساترة لعوراتكم ونظافة وطهارة ونحو ذلك, وكلوا واشربوا من طيبات ما رزقكم الله, ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في ذلك. إن الله لا يحب المتجاوزين المسرفين في الطعام والشراب وغير ذلك .
وأختم بهذه المقولة ليهودية أو يهودي قال فيها : " لو كان حضور المسلمين في صلاة الفجر كحضورهم في صلاة الجمعة لانتصروا علينا " .
أتمنى من الله تعالى أن ندرك أهمية المسجد في شؤون حياتنا كلها ، حتى نحوز النصر على الأعداء ، لأن في التخلف عن الصلاة في المسجد هزيمة حقيقية لنا نحن معاشر المسلمين ، فكل من تخلف عن صلاة الفريضة في المسجد فهو من أسباب الهزيمة ، وهو من يؤخر النصر عن إخوانه المسلمين .
اللهم اجعلنا من عُمَّار المساجد ، واجعلنا من المحافظين على الصلوات جماعة في المساجد ، اللهم اجعلنا مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً ، واجعلنا وسطاً ، ولا تجعل أقوالنا شططاً ، ووفقنا لرضاك أبداً ، ولا تشمت بنا أحداً ، يا من لا يزال فرداً صمداً .
اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب المصطفى ، والرسول المجتبى ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .