أس أم أس "sms "
في زمن إختلف فيه الأنام حول الحق و الباطل و تشابه فيه المتعلم و الجاهل و إختلط نسب الحرام بالحلال...كنت أنتظر أس أم أس
في عصر مشبع بالتفاهة, ومحشو بالإبتذال, ومزيّن بالمزايدات والخلاف بين الناس, مازلت أنتظر أس أم أس
بين الليل و النهار والأعياد و اللقاءات, ما زلت على قيد ألإنتظار لأس أم أس
إن هذه البدعة الجديدة إختزلت المشاعر من الحب إلى الخوف, و وصل الأرحام في بعض الكلمات الصغيرة فارغة من الروح.
جاءت الأم خائفة مرتبكة للأب الذي يعتزم أن ينام شخيرا..إسأل عن إبنك لقد تأخر و قيل أيضا أنه نديم لأشخاص يدخنون؟...هزّ بكتفيه و قال: لا تقلقي سأرسل له أس أم أس لاعرف أين هو.
.....بعد أن خرجت أختها من غرفة العمليات أرسلت لها أس أم أس لتطمئنّ عليها و على المولود.
.....بعث برسالة قصيرة معزيا أعزّ أصدقائه في وفاة والده , معللا عدم حضوره لإنشغاله المتواصل, ومبديا فرحة عارمة لانّ الله منّ علينا بهذه الوسيلة التي تصل بغياب صاحبها.
....كل عام و أنتم بخير....أرسلتها عدة مرات ولم ترسل؟...يا إلهي إنّ الشبكة تحت ضغط غير طبيعي اليوم, لا الرسالة تصل ولا الهاتف يلتقط الاتصال....آآآآآآه لقد نسيت إنّ اليوم عيد والجميع يهنئ بعض بهذه المناسبة التي نتذكر فيها أن هناك أناس غيرنا في هذه الحياة لذلك نرسل لهم أس أم أس.
.....بتلقيه لهذه الرسالة المفعمة بالمشاعر الطيّبة , حيث القلب كان ينبض وحيدا أُعجبَ بالرقم و طلبه من جديد ليتزوج هذه الفتاة بعد حين...ولم تتفق أجهزة إستقبال الطرف الأول للطرف الجديد فأرسل لها أس أم أس طلّقها فيها ليبحث عن رقم ضال آخر و رسائل أخرى...
شكرا لك أيها
الأس أم أس
رغم أنك رسالة قصيرة إلا أنك توهم الأغبياء أنهم سيلجون الجنة من أوسع أبوابها لأنهم وصلوا أرحامهم , وعزوا المفقود له, وأكملوا نصف دينهم, وأتموا واجباتهم على أكمل وجه......
الأس أم أس..............................هل هو الأسى أم اليأس؟؟؟؟؟؟