على إثر سماعنا بتقديمه لإستقالته, كان لنا الحوار التالي مع إبليس
-كان إبليس في غرفته يجمع ملابسه في حقيبته, إلى جانب باقي متعلّقاته, وعلى المنضدة القريبة منه كانت إستقالته موّقعة و مختومة حسب الأصول من الجهات المعنيّة, وبجوارها تيكت و فيزا إلى الصومال....
كانت ملامح وجهه في تلك اللحظات تنطق بالحزن والكآبة والإحباط واليأس وقلّة الحياء... مع دهشة مزمنة إرتسمت عليه منذ فترة ليست بالقريبة و إعتراف بالعجز و الفشل..
إبليس راحل عن بلادنا إلى غير رجعة فاليفرح المؤمنون.....
الصحافة: وين راك رايح؟ ولماذا تجمع أغراضك يا إبليس؟
إبليس: لم يبقى لي مكان بينكم, فأنا منذ سنين عاطل عن العمل, و أنا مشرف على الموت من الجوع........هل معك سيجارة يا أخي؟؟؟؟
الصحافة: لا, لا أدخن
الصحافة: ومن سيوسوس لنا إذا سافرت و تركتنا؟
إبليس: زمان كنت أوسوس للواحدة تترك إبنها يبكي وهي تحكي مع جاراتها, أما اليوم فصاروا يتركن أولادهن بالحاوية بعد الوضع مباشرة.
كنت أوسوس للواحد منكم ينسى ان يقول بسم الله قبل البدء في الأكل, أما الأن لم يعد أحدا يجد ما يأكله أصلا... وإن وجد يتسمم
كنت أوسوس لشرطي المرور يطلب رشوة من مواطن, والآن صار المواطن هو الذي يضع رشوة في جيب الشرطي بكل ممنونية حتى لا يسجل له مخالفة حسب تسعيرة المخالفات الجديدة
وكنت أيضا أوسوس للشاب لكي يرمي كلمة للفتاة وهي تمشي في الشارع, والآن صاروا البنات هن اللواتي يرمين على الشباب كلاما أنا نفسي أستحي أن أقوله.
إبليس: نتوما خصكم بليس نتوما؟؟؟؟؟
يواصل.. لقد صار عندكم فائض في الفساد يكفي ل 30 سنة..وليت نخاف على روحي منكم يا خو.
لقد أصبحت في بعض المرات أوسوس بالمقلوب فأقول للمسؤول إرحم, و للمجرم يكفي....
إبليس: إذا كنتو نتوما ديروا قاع هاذ لبلاوي, أنا واش ندير يرحم باباك؟
الصحافة(سؤال أخير): ولكن لماذا لا تعمل عملا آخر في هذا البلد؟
إبليس:يا خي قدمت للأوقاف باش يعينوني إمام نتاع جامع, بصح على حساب الشوفة خصني معرفة صحيحة يا خو....الله يجيب الخير قول آمين.