قبل البدء في سرد القصة أقول لكل من يقرأ كلماتي أنّ: الكلمة لم تكن قط مغامرة, وإنما تعبيرا عن قناعة يقينية, وذات مرة قال لي صديقي مارك توين بعد حوار طويل معه لا يخلو من الجديّة قولا لن أبخل به عليكم.
قال لي :" نحن و الحمد لله نملك ثلاثة في بلدنا لا تقدّر بثمن: حرية الكلام , حرية الاعتقاد, وحكمة عدم إستعمالهما"... وإنطلاقا من هاته المقولة جاءت القصة فتفضلوا.
يُحكى أن رجلا يهوى الأسفار, وذات يوم هَمَّ بدخول إحدى المدن, فكان أوّل ما
واجهَهُ, مقبرة المدينة... وكان كل قبر من هذه القبور يحمِلُ لوحة كُتِب عليها معلومات عن صاحب القبر.... و بعد قراءة بعض العبارات أخذته الدهشة
فلان بن فلان مات و له من العمر 4 سنوات
الوزير فلان بن فلان مات و عمره سنتان
الأمير فلان بن فلان, مات و عمره 6 أشهر
فقال في نفسه.. ما هذه المدينة التي أعمار أهلها بهذا القِصَر؟؟؟؟؟؟؟
ولمّا دخل هذه المدينة لم يرى سكانها سِوى أُناس عاديون لا يختلفون عن بقيّة البشر.... فلما إستقرّ بالمدينة عدة أيامٍ و إستأنس بأهلها سألهم عن ما رآه في مقبرتهم, وعن أعمار من دُفِنوا فيها...
فأجابوه: إننا في هذه المدينة تُحدَدُ أعمارنا بحسب الأيام السعيدة التي عِشناها, فيكتبُ كل شخص في وصيته عمرهُ على أساس أيام السعادة التي عاشها.
فقام الرجل و قال: أريد أن أعيش في مدينتكم, وإذا مِتُ فأكتبوا على قبري, إسمي: فلان بن فلان
و العمر: من بطن أمه إلى القبر.
- لو كنت من أهل المدينة كم توّدُ أن يُكتَبَ عمرك؟؟؟؟؟؟؟؟
ولو غيّرنا السؤال يصبح: كم من الأيام قضيتها في طاعة الله
فكم سيكون عمرك؟