جلس الأصدقاء الثلاثة يتأملون مستقبلهم ، و يفكرون بأفضل وسيلة تجعلهم يحققون أهدافهم بنجاح .
فقال الأول: أعتقد بأن أفضل طريقة للنجاح ، هي مرافقتي لحكيم ، يقوم بنصحي في كل موقف أحتاج فيه إلى نصيحة ، كما أسمع دائماً بقصص الحكماء الصينيين .
فردّ الثاني : بالنسبة لي ، أعتقد بأن أفضل طريقة للنجاح ، هي أن أركز على أهدافي و لا أستمع لأي نصيحة ، لإن معظم الناس تقول ما لا تفعل ، و أنا لا أثق بمعظم نصائحهم .
بينما بقي الثالث صامتاً ، فقال أخيراً قبل أن يودعهم : " لا تنسوا يا أصدقائي أن العمل هو الأهم ، فمن خلال العمل في الوصول إلى الهدف سيصبح لديكم الكثير من الخبرات و النصائح.لا تركزوا على مصدر حصولكم على النصائح الآن فالعمل أهم ". ثم تركهم و ذهب .
جرت السنوات حول مضمار الزمن ، فأنهت 10 دورات ، التقى بعدها الأصدقاء في حفل افتتاح إحدى أكبر و أهم الشركات في البلاد ، و لم يُدعَ إليها إلا الرجال المهمين ورجال الأعمال .
فتساءل الصديقان عن صديقهما الثالث ، و لكن صوت تصفيق الجمهور الحار قطع تساؤلهما ، فإذ بهما يلتفتا ليريا صديقهما يسير على المسرح بكل فخر بعد أن حققت مجموعة شركاته نجاحاً ساحقاً في السوق .
و بعد أن عاد الصديقان من الذهول الذي كانا فيه ، توجهوا نحو صديقهم بسرعة ليسألوا عن سر نجاحه الذي أوصله إلى هذا المركز المرموق . فأجاب الصديق بجملة رائعة قال فيها : " أفضل طريقة للنجاح في الحياة هي أن نمشي على النصائح التي نقدمها للآخرين " .
فتذكر كل من الصديقين موقفه قبل عشر سنوات ، و تذكرا صديقهم الذي كان دائماً صامتاً ، إلا عندما يكون شخص بحاجة إلى نصيحة فيقوم بنصحه ، و لكن ما لم يكن يعرفاه هو أن صديقهم كان يمشي على النصائح التي يقدمها للآخرين ، فيكون بذلك قد نصح نفسه .
لمزيد من القصص القصيرة ...تذكروني بردودكم