الجواب:
الحمد لله
أولاً:
هذه عادة قبيحة ، وفعل شنيع ، لا يجوز للزوج موافقة أهله عليه ، فلا يرضى به قولاً ،
ولا يرضى به فعلاً ، لمجموعة أسباب ، منها :
1- أن هذا من أسرار الزوجية التي ائتمن على الحفاظ عليها ،
وما يجري بين الزوجين في العلاقة الخاصة لا يحل لهما نشره بين الناس ،
ولا إطلاع أحد على آثاره .
2- أن هذا الدم الخارج ليس هو العلامة الفاصلة بين الشريفة وغيرها
ـ كما هو معلوم ـ وبالتالي فقد فقدت هذه العلامة سبب وجودها .
3- لو فرض أن الزوج لم يجد زوجته بكراً : فإنه مأمور بالستر عليها ،
لا فضحها في الناس ، وما يطلبه أهله إنما هو مما يساعد على الفضح المحرَّم ،
لا على الستر الواجب .
4- من مفاسد هذه العادة القبيحة : إدخال القلق والتوتر على كلا الزوجين ؛
ليستعجل الزوج بفض غشاء البكارة ، وقد لا تكون الزوجة مهيأة في الليلة الأولى ،
وقد يسبب لها نزيفاً حادّاً ، وبغضاً للعلاقة الزوجية .
5- في هذه العادة القبيحة اتهامٌ للمرأة بفعل الفاحشة ،
ويريدون منها الدليل على براءتها.
6- أقل ما يقال في هذه العادة القبيحة أنها تنافي الحياء ،
فإن ما يحدث بين الزوجين من أمور المعاشرة ينبغي ستره ولا يجوز إفشاؤه وإعلانه .
فالواجب منع هذه العادة القبيحة ومحاربتها .
قال الشيخ علي محفوظ رحمه الله :
"ومن الخطأ البيِّن : الطواف حول القرية بقميص العروس ، ملوثاً بدم البكارة ،
بل دم الجناية ، على هذا العضو الرقيق ، من ذلك الوحش الذي لا يراقب
الله تعالى في هذه المسكينة ، في أحرج الأوقات ،
ولهم في طوافهم بالقميص وحين فض البكارة كلام تخجل منه الإنسانية ،
وقد ماتت هذه البدعة السيئة لدى الأغنياء ، والأوساط الراقية ، ولكنها باقية ،
مقدسة ، في الفقراء ، والطبقات المنحطة ، وهي من بقايا الجاهلية" انتهى .
" الإبداع في مضار الابتداع " ( ص 265 ) ط دار الاعتصام .
والله أعلم