ما ألذ حياة التائبين الصادقين..وما انعم عيشهم ...وما أطيب لياليهم
ولا عجب ..فقد أطفأ ربهم عنهم نيران خطاياهم
لقد أزاح الله جل وعلا عن قلوبهم ران عصيانهم
لا عجب..فقد تحمّل الله تعالى عنهم هموم دنياهم..
يمسون ويصبحون وما في القلب إلا الباري جل جلاله
لكن متى كان ذلك ؟؟
كان ذلك بعد الصدق الذي تبعه الندم ثم العزم ثم الصبر واي صبر..ألم تعلم انهم بعد ان أقبلوا اعتصرتهم عصرة التائبين!! تلك العصرة التي تورث ضيقا شديدا وهما وحزنا يثقل على صدورهم كثقل الجبال ولا يعلم بذلك إلا ربهم جل وعلا !!
نعم ,ثم هم بتوفيق الله تعالى ثبتوا وصبروا على مرها ونصبها ووصبهاوحرّها ..هذه العصرة هي العقبة الكؤود التي يرجع الكثيرون عن التوبة بسببها ..هي محك الامتحان وعلامة الصدق فالصبر هنادليل سلامة اليقين وشدة الرغبة في ما عند الملك جل جلاله وبرهان الصدق الذي لا تشوبه ريبة ولا كذب..
ثم ماذا كان بعدها ؟؟
تجاوزوا تلك العقبة فأفضوا الى رياض الفرح والانشراح والانس ...أشرفوا على جنة الدنيا قبل جنة ربهم في الآخرة ..وصلوا الى واحات الإيمان وبساتين الطيبات من الأقوال والاعمال ..ففازوا وأفلحوا والفضل لربهم جل وعلا
استخرجت تلك العصرة بإذن الله تعالى من قلوبهم الدغل والغش والكذب واستفرغت من قلوبهم النفاق وما خبث من الشهوات والشبهات ..حتى طاب القلب وحسُن واستعاد عافيته وصحته واقبل على العمل ...